top of page
Venzuela.webp

توأما فنزويلا

توقفت طائرة الخطوط الكويتية التي تقلّني إلى نيويورك في مطار شانون الايرلندي، ليعاد تفتيشها مرّة أخرى، وبعد أن حلّقت طائرتنا التي ليس في كراسيها الـ360 أي تلفاز يعرض برامج، دخلت الحمام لأفرّش أسناني فتساقطت فرشاتها الرديئة في فمي، وبعد أن عدت لمقعدي وجدت حقيبة ماركة AGNER على مقعدي، وتساءلت في نفسي بالله عليك أيتها الخطوط: ماذا تفعلين؟ أعطيني غطاء ورقيا للمرحاض أضعه مثل باقي الخطوط لا أريد حقيبة بها عطر وجورب! المنظر الذي صاحبني من مطار شانون إلى نيويورك كان عزائي في رحلة لم تساوِ ثمنها، فهذا المنظر يحلم فيه أكثر البشر (تركت صورة منه على حسابي بتويتر)، فعلى مدى 6 ساعات وأنا أشاهد منظر غروب الشمس الذي لم يفارقني لحظة ومنع جفوني من النوم. أكملت رحلتي إلى فلوريدا وفوجئت أن الفنزوليين اكتسحوا مهنة سيارات الأجرة، فبعد أن كانت فنزويلا دولة غنية شرّد الكثير من أهلها الفقر. سنة 1999 صعد شافيز من اليمين المتطّرف وقام باستخدام موارد الدولة في زيادة الانتاج النفطي فقط، لم يقم بتنويع مصادر الدخل، واستمر في هذه السياسة لتتحوّل فنزويلا إلى دولة غنية مع صعود أسعار النفط، لكن هبوط النفط أثر في شعبه، وكل محاولات خلفه في استبدال العملة وإصلاحاته الأخرى لن تغيّر من حقيقة أن فنزويلا تستورد غذاءها، وليس لديها مال لتشتري ما يكفي حاجاتها. لا نريد أن نتبع خطى توأمنا فنزويلا، فنحن مثلهم لا نزرع القمح أو الرز، ونستورد أغلب ما نأكل، ولن تطعمنا الهند الرز بالمجّان، فحينما تهاوى اقتصاد فنزويلا لم يلتفت إليها أحد، واكتفى العالم بمشاهدة الشعب يتظاهر، وبنقل أخباره وعملته التي أصبح الكيس منها لا يأتي بكيس رز. لم نحتفظ في منتجنا الوطني ولم ندّخر الحصان الأبيض لليوم الأسود، وبقي الصندوق الملياري لدعم المشاريع المتوسطة والصغيرة نريد منه أن يساهم في صناعة تأتينا بالنقود من الخارج، لنستهدف صناعة منتج مرغوب من العالم ينفعنا في الأزمات، بنطال أو حقيبة أو حذاء، فـ«تودز» للأحذية الإيطالية تبيع في السنة بـ750 مليون دولار، ولديها في كل بلد معرض تجلب منه الأموال، لا نريد أن تنخفض أسعار النفط لنكتشف أن مليارات الصندوق أنفقت على مطاعم وحلويات وترفيه أمتعنا وقت الرخاء ولا يوجد له مشتر وقت المصائب. 

bottom of page