top of page
بحث

أجِب تُجٓب

لو حرصت أن تقابل ملكاً ، فلن تتمكن من ذلك ولو كان ملكاً لأصغر الممالك ، أما أذا اردت مقابلة حاجبه ( مسؤول المقابلات ليرتب لك موعد ) فأنك قد تحتاج الى أشهر من المحاولات الجادة لتحظى بمقابلة قد لا تطول على ١٠ دقائق ، وبكل تأكيد يرفض فيها طلبك بالحضور أمام الملك ، أما إن كنت من القلة وحظيت بمقابلة الملك ، فتأكد أن المقابلة ستكون مقتضبة ، ولن تستطيع أن تطلب منه ما تشاء ، أما ملك الملوك ( إضغط الرابط إن أحببت ) فأن معمورته ليس لها أسوار ( إضغط الرابط إن أحببت ) وقصره بلا حجّاب ، وشرط المقابلة هو أن تصدق أنك ستقابله فقط أما أذا أردت تجاب طلباتك فأجب طلبات ربك أولا "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون"

أذا إستجاب الله دعوة المؤمن لأكثر من مرة فهذا دليل صحة الايمان، أما من يدعوا ويستجاب له كلما رفع يديه فهذا مؤمن يتوجب الحذر من خصومته ، فبدعائه تتحرك جيوش الجبار ، وبدعوته ، تنزل الامطار و تجاب طلباته "وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا " ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم دعا له" اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ إِذَا دَعَاكَ " وكان يقصد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، فغدى سعد مستجاب الدعوة ، وقد جعله عمر والياً للكوفة ، وفي حديث البخاري ومسلم ، عندما زار عمر الفاروق الكوفه ، تكلم رجل من أهل الكوفة في المسجد اتهم سعدا بن أبي وقاص زوراً ، فرد سعداً قائلاً " اللّهمّ إِن كان عبدُكَ هذا كاذباً قامَ رِياءً وَسُمعةً ، فأَطِلْ عمرَهُ ، وَأَطِلْ فَقرَهُ ، وَعَرّضْهُ للفِتَنِ ، وكان بَعدُ ( ذالك في كبره ) إِذا سُئل يقول: شَيخٌ كبيرٌ مَفتون أصابَتْني دَعوةُ سعد . قال عبدُ الملكِ بن عمير : فأنا رأيتُه بعدُ قد سَقطَ حاجِباهُ عَلَى عَينيهِ منَ الكِبَرِ ، وإِنه ليَتعرّضُ للجواري في الطّرقِ يغمزهُنّ فيالها من دعوة لا تخطأ ويالها من خاتمة أعمال ! أن الايمان هو مفهوم بسيط يتمثل بالتصديق أن الله حق ، الا أن الكثير يعجز عنه ولذا يرتد دعائه ولا تحصل الاجابة بالرغم من أن الله سمعها، وكما أن درة تاج الصلاة الخشوع ، فدرة تاج الدعاء هو الثقة بالله وكلاهما من أعمال القلب فالثقة بالله درجات ، فالبعض يبدأ بأهله ليقضوا حاجته فثقته بهم أكبر ، ثم بجيرانه و أصحابه فأن أغلقت كل الابواب عرف أن لا أنه لا ملجأ لحاجته الا الله فرفع يديه ، ثم إذا رفعها بدأ يحدث نفسه ، أيستجيب الله لي أم لا ؟ ، ويسأل نفسه هل الله يسمعني ؟ ، هل الله سيجيبني بسرعة ؟ وما يجهله هذا المسكين أن الله إطلع على قلبه وعلم تشككه في الاجابة ، وعلم أنه لم يبدأ به ولو كان كامل الايمان لبدأ بالله يدعوه أن يسخّر له عبيده ، فالله يجيب دعوة الابكم ، فيكيفي الابكم أن يحرك قلبه ، قال صلى الله عليه وسلم يخاطب أصحابه" فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا بصيرا( البخاري) "

ولا يعلم المسكين أن التردد من أسباب رد الدعاء يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " إِذَا دَعَوْتُمْ اللَّهَ فَاعْزِمُوا فِي الدُّعَاءِ وَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي فَإِنَّ اللَّهَ لَا مُسْتَكْرِه"

فأن أرتفعت يديك بالدعاء فارفع درجة الثقة بربك فهو يرى عروق قلبك وشكك و وتوجسك ، ويعلم ترددك، وأعلم أنك تدعوا من لا ينقص ملكه ، ومن لا يهزم جنده ، ومن لا تتغير سنن الكون عنده ، فالكل ميت ولو كان نبي و الضر واقع ولو كان ولي ، والنقص لن يتحول الى كمال فلا تضيع وقتك بدعوة الكمال في دار نقص ، فهذه سنن لا تتغير ونواميس جارية ، ومن يحرص أن تجاب دعوته فليقدم دليل إيمانه ، فالايمان هو تصديق بالله ودليله أن تمتنع عن أكل الحرام ،فهذا أقل الايمان ، فمن نرفع يدينا اليه ، يعلم مم نبتت وغُذّيَت ! ،ففي حديث مسلم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم "الرجل يطيل السفر أشعث أغبر (يقصد به المسافر يقصد مكة، وهو أدعى لرحمة ربه وأقرب للإجابه ) يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك " ورحم الله عمر بن الخطاب حين قال إني لا أحمل همَّ الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، فمن رزق الدعاء فإن الإجابة معه.


مشاهدتان (٢)٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page