بعد انتهاء رحلتي، في دولة غنية، جميلة وراقية، بقيت ذكرياتي، أحملها جميلة ملونة، لم تبرح الأنهار مخيلتي ولم تفارقني جبالها المعممة بالثلوج، لازمني أحساس ان قدمي تسيران في السفوح الخضراء وعيني تشاهد البيوت المزينة بالأزهار المنسقة على شرفات المنازل، الجمال يغمرني وقد أبى أن يفارقني في ردهة المطار، عند بوابة الطائرة فرشت سجادتي أصلي، فمد النظر إلى النساء الجميلات لا يورث الا قلقاً أردت أن تذهبه طمأنينة الصلاة، ولا يخفى على أحد، كم تهتم النساء بالجمال، وكم ينفقن على الجمال وكم يستشعرن الجمال، المطار تملئه الالوان، والمساحيق، والأجساد .
في كرسي الانتظار رفعت رأسي أنظر الى سواد مر أمامي، فإذا هي امرأة منقبة في عباءة سوداء، لم ترفع أنظارها، لم تبادل الرجال نظرة بنظرة، تنظر الى موضع سيرها، وقفت بين الجموع ، تنتظر الطائرة.
Comments