هل تُأذي من حولك ؟ الجميع سيجيب بلا وبكل تأكيد، والبعض سيجيب أنا أؤذي من يؤذيني ، ولكن لنقوم بفحص الاذى قبل الجزم من أننا لا نأذي من نحب ، فكلنا لا نرغب في الاذى ولكننا نأذي ، لنسأل أزواجنا هل أذيناكم؟ ،أولادنا هل ازعجناكم؟ ، لنسأل أصحابنا ما هو الامر الذي تودون تغيّره فينا ؟ ، ونسأل أرباب أعمالنا و زملائنا : كيف يمكننا أن نكون أفضل؟ هل من أمر يجعلنا أفضل ؟عندها سنعلم كيف كنا نأذيهم .
الأذى هذا الامر البسيط الذي قد لا نقيم له وزناً لكنه يحبط العمل الصالح ويحبط الايمان ، وهو آقصر الطرق الى النار ، ففي الحديث الصحيح عن المرأة الصالحة التي تصوم النهار وتقوم الليل الا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال هي في النار لأنها تؤذي جيرانها بلسانها ، فلم يشفع لها صلاح ما بينها وبين الله في فساد ما بينها وبين عياله ( من يعولهم ) فالخلق عيال الله و من يؤذي عيال الله فقد حبط أيمانه وعمله وهو ذنب لا يغفره الله كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله :"أتدرون من المفلس؟ قالوا: يا رسول الله: المفلس من لا درهم له ولا متاع، فقال :إنّ المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وحج وصيام فيأتي وقد شتم هذا، وأخذ مال هذا، ونبش عن عرض هذا، وضرب هذا، وسفك دم هذا، فيؤخذ لهذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطُرح عليه ثم طُرح في النار" ، كما أن الاذى يحبط الايمان فقد قال صلى الله عليه وسلم :والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن " قالوا : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : " جار لا يأمن جاره بوائقه " قالوا : وما بوائقه ؟ قال : " شره " . وهو صحيح على شرط الشيخين ، وما أردت أن أشير اليه أن الاذى هو خط أحمر ومن وطأه أو تعدّاه فقد حبط عمله كما في الحديث الاول والثاني وحبط إيمانه كما في الحديث الثالث ، فماذا تبقى للمؤذي ؟
Comments