في الطائرة جلست بجانب مخرج النجاة لانعم بمساحة اكبر، عند الاقلاع جلست المضيفة التي تبدو من باكستان في كرسيها القابل للطي أمامي، قرأت إسمها زينب، بعد الاقلاع بدقائق أمسكت الهاتف وأعلنت بعربية فصحى، قلت معلقا : ما شاء الله تقرأين بدون ورقة، ابتسمت قائلة : الاعلان قصير، قلت : لكنني تفاجأت أنك عربية، قالت أنها من المغرب، قلت ظننتك من كشمير أو باكستان، ضحكت وغطت وجهها للدلالة على عدم رضاها على التعليق ،سألتني عن سبب السفر الى وجهتي، وسألتها عن عملها، ووجهات السفر، ذكرت أنها في سفرها لا تأكل اللحوم فقلت لها أذا كنت في بلاد أهل كتاب فالله أجاز ذلك ، لم تقتنع ذكرت لها الاية شفاهةً فشكت أنها بالقرآن، وقالت سأبحث عنها بنفسي .
عند الهبوط عادت الى كرسيها المطوي وتحدثت هي عن الغلاء في دبي، وأن سيارات الاجرة والمطاعم تستهلك راتبها كاملا، وبعفوية قالت : في الفترة الاخيرة صار " البوي فريند " ( صديقها الحميم ) يوصلني وانخفضت مصاريفي، سكت أنا ولم أعلق، سألتها عن مطاعم دبي، وتوجهت الطائرة الى البوابة، أخرجت هاتفي وأريتها الاية الْيَوْمَ "أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ"
ثم قلت لها أتعلمين ما معنى أخدان ، أجابت لا ، قلت لها الخدن هو الصديق " البوي فريند " فأنت قد حرمت ما أحلّه الله وأحللت ما حرمه الله وكلاهما بآية واحدة ، أبتسمت ابتسامه خجوله. ثم دعت الله يهديني، قلت : كلنا نفعل المعاصي اما الكبائر فهي قطع الشعرة بيننا وبين الله ، قالت الحياة تصبح اصعب لو تركته فهو من يوصلني ولا املك سيارة، حاولت أن أقول لها : هذا تصور وليس حقيقة، الحياة تصبح اصعب عند يقول لنا الطبيب. لا يوجد علاج ويبقي المشافي هوالله ، ونحن قد أغضبناه ، لم تستمع الى حديثي المرض ولم تدعني أكمل ، وقالت لاتقل هكذا ، ثم عادت فقالت أنا أرجو الهداية ، قلت لها ما رأيك أن أحدثك عن سيكولوجية التغيير ( الارتباطات النفسية بعملية التغيير )، قالت تفضل، قلت قد لاتستطيعين ترك الذنب لكنك تستطيعين لوم نفسك، أن نقد الذات يسهل عملية التغيير ، من يحاول أن يخفض وزنه دون أن يستخدم أدوات تساعده لن يستطيع ، فمن الادوات أن لا يجلس اولا على الطعام ، أن يعتذر عن بعض دعوات العشاء ، وبالتالي يكون تخفيض الوزن أسهل وكذالك التغيير يجب أن نوجد أدواته التي تساعدنا عليه، سكتت وسكت عنها فلا أريد أن اضايقها بأمر قد لا ترغب في سماعه، توقفت الطائرة ، ووقفت أستعداداً للنزول، قالت لى لكن الاغراءات كبيرة ( فلا اريد الحديث عن هذا الموضوع )، ألتففت على سؤالها وتحولت الى موضوع آخر و قلت هل تعلمين كيف هاجر النبي ؟ قالت من مكة الي المدينة ، قلت ارايت لو أني دخلت صالة قمار هل لعب القمار اصعب لو كنت داخل الصالة او ان كنت خارجها ،قالت لو دخلت صار تركه اصعب، قلت لها هذه الهجرة، سكتت تفكر ثم أدركت أن أجابة سؤالها هو في طيات الهجرة، أعجبها جوابي فقالت
.،،"WOW".
حييتها ونزلت من الطائرة
Comments